وأحيانا لا يكرر، مكتفيا بما ذكره في موضع آخر، كما في باب"التصريف والاشتقاق" فقد فصل في لفظة: {اسْتَيْأَسَ} عند قوله تعالى: {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ}، ولم يفصل في نفس اللفظة، عند قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ}.
ثالثا: منهجه في عرضه للمادة العلمية
تقدم القول في ترتيب الحوفي لمحتويات كتابه. وأما عن معالجته لهذه المحتويات فهو يعرضها على النحو التالي:
١ - منهجه في إعراب الآيات:
تناول الإمام الحَوفي إعراب الآيات بشئ من التفصيل لم يفعله من سبقه فهو يعرب مفردات الآيات حتى الواضح المعروف فإنه قد يعربه في كثير من الأحيان حتى ليخيل للقارئ أن هذا كتاب إعراب للقرآن، فمثلا يقول عند قوله تعالى: {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} {إِنِّي} مستأنف، و {أَحَدَ عَشَرَ} في موضع نصب بـ {رَأَيْتُ} , إلا أنه مبني, و {كَوْكَبًا} نصب على التمييز, {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} نصب الشمس والقمر بإضمار فعل دل عليه, {رَأَيْتُهُمْ} ليعطف ما عمل فيه الفعل, والتقدير: ورأيت الشمس والقمر رأيتهم, وكنى عن الشمس والقمر بالهاء والميم وكذا بالياء والنون في ساجدين، فإنما ذلك للخبر عنهم بفعل من يعقل, إذ السجود لا يكون إلا ممن يعقل, والهاء والميم مفعول أول, و {سَاجِدِينَ} مفعول ثاني, {لِي} متعلق بـ {رَأَيْتُهُمْ} , وإن شئت جعلته متعلقا بـ {سَاجِدِينَ} وعليه المعنى.