{وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يِلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} فيه قولان: أحدهما: سم الخياط: ثقب الإبرة , قاله ابن عباس , الحسن , ومجاهد , وعكرمة , والسدي. والثاني: أن سم الخياط هو السم القاتل الداخل في مسام الجسد أي ثقبه. وفي {الْجَمَلِ} قراءتان: إحداهما: وعليها الجمهور , الجَمَل بفتح الجيم وتخفيف الميم وهو ذو القوائم الأربع. والثانية الجُمَّل بضم الجيم وتشديد الميم وهو القلس الغليظ , وهذه قراءة سعيد بن جبير , وإحدى قراءتي ابن عباس , وكان ابن عباس يتأول أنه حبل السفينة. ومعنى الكلام أنهم لا يدخلون الجنة أبداً كما لا يدخل الجمل في سم الخياط أبداً , وضرب المثل بهذا أبلغ في إياسهم من إرسال الكلام وإطلاقه في النفي , والعرب تضرب هذا للمبالغة , قال الشاعر:
(إذا شاب الغراب أتيت أهلي ... وعاد القار كاللبن الحليب)
قوله عز وجل: {لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ} قال الحسن: فراش من نار , والمهاد: الوِطَاء , ومنه أخذ مهد الصبي. {وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} فيها ثلاثة أوجه: أحدها: أنها اللحف. والثاني: اللباس. والثالث: الظلل , قاله الحسن.