الثاني: هدى من الضلالة وبشرى بالجنة , قاله الشعبي. قوله تعالى: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةِ} يعني المفروضة، وفي إقامتها وجهان: أحدهما: استيفاء فروضها وسنتها , قاله ابن عباس. الثاني: المحافظة على مواقيتها , قاله قتادة. {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} فيها أربعة أقاويل: أحدها: أنها زكاة المال , قاله عكرمة , وقتادة والحسن. الثاني: أنها زكاة الفطر؛ قاله الحارث العكلي. الثالث: أنها طاعة الله والإخلاص , رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس. الرابع: أنها تطهير أجسادهم من دنس المعاصي. قوله تعالى: {فَهُمْ يَعْمَهُونَ} فيه أربعة تأويلات: أحدها: يترددون , قاله ابن عباس , ومجاهد. الثاني: يتمادون , قاله أبو العالية , وأبو مالك , والربيع بن أنس. الثالث: يلعبون , قاله قتادة , والأعمش. الرابع: يتحيرون , قاله الحسن , ومنه قول الراجز:
(ومهمه أطرافه في مهمة ... أعمى الهدى بالجاهلين العمه)
قوله تعالى: {وَإِنََّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْءَانَ} فيه أربعة تأويلات: أحدها: لتأخذ القرآن , قاله قتادة. الثاني: لتوفى القرآن , قاله السدي. الثالث: لتلقن القرآن , قاله ابن بحر. ويحتمل رابعاً: لتقبل القرآن , لأنه أوّل من يلقاه عند نزوله. {مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَليمٍ} أي من عند حكيم في أمره , عليم بخلقه.