ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم رجل من الأنصار , فسوى لهم رأس بعير ثم دعاهم إليه , فلما أكلوا وشربوا من الخمر سكروا وأخذوا في الحديث فتكلم سعد بشيء فغضب الأنصاري فرفع لحى البعير وكسر أنف سعد , فأنزل الله تعالى نسخ الخمر وتحريمها , فقال تعالى: {يَا أَيَّهَا الَّذِينَءَآمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيِسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأزْلَامُ} المائدة: ٩٠ إلى قوله: {فَهَلْ أَنْتُم مُّنْتَهُونَ}. قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ: إِصْلَاحٌ لَهُم خَيرٌ} قال المفسرون: لمّا نزلت سورة بني إسرائيل , وقوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَاّ بِاَّلتِي هيَ أَحْسَنُ} , وفي سورة النساء: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِم نَاراً} تحرج المسلمون أن يخلطوا طعامهم بطعام من يكون عندهم من الأيتام , وكانوا يعزلون طعامهم هم طعامهم , وشرابهم عن شرابهم , حتى ربما فسد طعامهم , فشق ذلك عليهم , فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأنزل الله تعالى: {وَإِنَّ تُخَالِطوهُم فَإِخْوَانَكُم} , يعني في الطعام , والشراب , والمساكنة , وركوب الدابة , واستخدام العبد قال الشعبي: فمن خالط يتيماً , فليوسع عليه , ومن خالط بأكل فلا يفعل. {وَاللَّهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} قال ابن زيد: الله يعلم حين تخلط مالك بماله , أتريد أن تصلح ماله أو تفسد ماله بغير حق. {وَلَو شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُم} فيه تأويلان: أحدهما: لَشدّد عليكم , وهو قول السدي. والثاني: لجعل ما أصبتم من أموال اليتامى موبقاً , وهو قول ابن عباس. {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} يعني عزيز في سلطانه وقدرته على الإعنات , حكيم فيما صنع من تدبيره وتركه الإعنات.