ومخلداتٍ باللجين كأنما ... أعجازهن أقاوز الكثبان (١)
وهذا قول ابن الأعرابي قال: مخلدون مقرَّطون بالخلدة، وجمعها خلد، وهي القرطة.
وروى عمرو عن أبيه: خلَّد جاريته إذا حلَّاها بالخلد وهي القرطة، وخلَّد إذا أسنَّ ولم يشب (٢).
قال ابن عباس: غلمان لا يموتون وهو قول مجاهد (٣)، وعلى هذا هو من الخلود الذي هو البقاء بلا موت.
وقال الكلبي ومقاتل: لا يكبرون ولا يهرمون ولا يتغيرون (٤).
وقال سعيد بن جبير والمؤرج: مقرطون (٥).
والمراد بالولدان: الغلمان، وهم وإن لم يولدوا ولم يحصلوا عن ولادة أطلق عليهم هذا الاسم, لأن العرب تسمي الغلمان ولدانًا، وبعضهم احترز فجعل الولدان هاهنا ولدان المسلمين الذين يموتون ولا حسنة لهم ولا سيئة، وهذا القول يروى عن علي والحسن، قالا: لأن الجنة لا ولادة فيها (٦)،
(١) البيت في "تهذيب اللغة" ٧/ ٢٧٧، و"اللسان" ١/ ٨٧٦ (خلد) و٣/ ١٨٦ (قوز)، و"تفسير غريب القرآن" ص ٤٤٧، ولم ينسب لقائل، واللجين هي الفضة.
(٢) انظر: "تهذيب اللغة" ٧/ ٢٧٩ (خلد).
(٣) انظر: "تفسير مجاهد" ٢/ ٦٤٦، و"تنوير المقباس" ٥/ ٣٣٣.
(٤) انظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٢٨١، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٢٠٢، ولم أقف عليه في "تفسير مقاتل".
(٥) "الكشف والبيان" ١٢/ ٥٣ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٨١، و"اللسان" ص ٨٧٦ (خلد). قال الألوسي: أي مبقون أبدًا على شكل الولدان، وحد الوصافة لا يتحولون عن ذلك، وإلا فكل أهل الجنة مخلد لا يموت "روح المعاني" ٢٧/ ١٣٦.
(٦) انظر: "الكشف والبيان" ١٢/ ٥٣ أ، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٢٠٣.