Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
لم يكن شهر رمضان منصوصًا على صومه بهذا (١) اللفظ، إنما يكون مخبرًا عنه بإنزال القرآن فيه، قال: وإذا جعلت الذي وصفًا كان حقُّ النظر أن يكنى عن الشهر في قوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} كقولك: شهر رمضان المبارك من شهده فليصمه، قال: وهذا كقوله: {الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ} الحاقة:١ - ٢ و {الْقَارِعَةُ (١) مَا الْقَارِعَةُ} القارعة:١ - ٢ ونحو ذلك، يعنى: أن ذكر الابتداء أعيد ولم يُكْنَ عنه للتعظيم، كذلك في هذه. والفاء في قوله: {فَمَنْ شَهِدَ} داخل على خبر الابتداء، وليس من حق خبر الابتداء (٢) دخول الفاء عليه. ونذكر الكلام فيه إذا انتهينا إليه (٣).
و {رَمَضَانَ} لا ينصرف للتعريف وزيادة الألف والنون، مثل: عثمان وسَعْدان. واختلفوا في اشتقاق {رَمَضَانَ}، فقال بعضهم: هو مأخوذ من الرمض، وهو حرُّ الحِجَارة من شدّة حَرِّ الشمس، والاسم: الرَمْضَاء، رَمِضَ الإنسان رَمَضًا: إذا مشى على الرَمضاء، والأرض رَمِضة، فسُمي هذا الشهر رمضان؛ لأن وجوبَ صَومه وافقَ بشِدَّة الحرّ، وهذا القول حكاه الأصمعي عن أبي عمرو (٤).
وحكي عن الخليل أنه قال: مأخذه من الرَّمَضي (٥)، وهو من السَحَاب
(١) في (ش): (فهذا).
(٢) في (م): (المبتدأ).
(٣) ينظر: "معاني القرآن" للفراء ١/ ١١٢ - ١١٣، "تفسير الطبري" ٢/ ١٤٦ - ١٤٩، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٥٣، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٢٦٣، "التبيان" ص١١٨، "البحر المحيط" ١/ ٣٨ - ٣٩، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٢٣٨.
(٤) رواه الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ٢٦٧، وقد ذكره الأزهري في "تهذيب اللغة" ٢/ ١٤٦٨ (رمض) ولم ينسبه لأحد.
(٥) عند الثعلبي: (الرمض).