عن "أول" قال: " .. وقال المبرد في كتاب "المقتضب" أول: يكون على ضربين: يكون اسما، ويكون نعتا موصولا به "من كذا" .. الخ".
وكتاب "معاني القرآن" (١)، وهو كتاب لم يصل إلينا، وقد وقفنا على نص واحد طويل نقله بواسطة التهذيب، ومن أمثلة ذلك:
عند قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} الإسراء: ٧٨ قال: وقال المبرد: دلوك الشمس من لدن زوالها إلى غروبها عند العرب.
وعند قوله تعالى: {خَشيَةَ الإنفَاقِ} الإسراء: ١٠٠ قال: قال المبرد: المعروف في الإنفاق أنه إخراج المال عن اليد، فإن كان قد روي في اللغة معنى الإعدام فهو كما قال أبو عبيدة، والا فمعنى الكلام في الآية: خشية أن يستفرغكم الإنفاق ويجحف بكم، فيكون الكلام من باب حذف المضاف على تقدير: خشية ضرر الإنفاق وما أشبهه.
وعند قوله تعالى: {جِئنَا بِكُمْ لَفِيفًا} الإسراء: ١٠٤ قال: وقال المبرد: الأكثر عند العرب أن اللفيف إنما يقال للمختلطين من كل شكل، وكل شيء خلطته بشيء فقد لففته، ومنه قيل لففتَ الجيوشَ إذا ضربت بعضها ببعض، والتفت الزحوف.
وقد يكون النقل من كتابي "المقتضب" و"الكامل"، مثاله:
قوله الله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (٢٧) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} الفرقان: ٢٧، ٢٨ قال الواحدي: "قال المبرد: قولهم: يا فل أقبل، ليس بترخيم فلان؛ ولو كان
(١) ذكر المترجمون له هذا الكتاب في "مؤلفاته". انظر: "إنباه الرواة" ٣/ ٢٥١، "طبقات المفسرين" للداودي ٢/ ٢٧١.