خلا وأنشد:
يَكَادُ يَطْلُعُ ظُلْمًا ثُمَّ يَمْنَعُهُ ... عَنِ الشَّواهِقِ فَالْوَادِي بهِ شَرِقُ
وقال ابن السكيت في قول النابغة:
والنُّؤيُ كَالحَوْضِ بالْمِظْلُومَةِ الجَلَدِ
يعني: بالمظلومة أرضا في برية حوَّضوا فيها حوضًا سقوا فيه إبلهم، وليست بموضع تحويض، قال: وأصل: الظُّلْم وضع الشيء غير (١) موضعه، قال: ومنه قول ابن المقبل:
هُرْتُ الشَّقَاشِقِ ظَلَّامُونَ للجُزُرِ
وظلم الجزور أنهم نحروها من غير مرض فوضعوا النحر في غير موضعه.
وقول زهير:
وَيُظْلمُ أَحْيَانًا فَيَنْظَلِمُ
فهذا الحشد الكبير من الأبيات الشعرية عند شرح مفردة واحدة من مفردات القرآن وهي "الظلم" يدل على مقدار ما حوى البسيط من الشواهد الشعرية.
ومن الأمثلة على الشواهد الشعرية علىِ المسائل النحوية ما ذكره عند تفسير قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} الفاتحة: ٧ وتكلم عن (لا) فقال: .. والذين يجوزون زيادة لا يقولون: إنما تجوز إذا تقدمه نفي كقوله:
مَا كَان يَرْضَى رَسُولُ الله دينَهَمُ ... والطَّيِّبانِ أبوُ بَكْرِ وَلَا عُمَرُ
وليس كذلك فقد جاء زيادتها في الإيجاب كما جاء في النفي، قال
(١) في "تهذيب اللغة": "في غير موضعه" "تهذيب اللغة" "ظلم" ١٤/ ٣٨٤.