قال الزجاج: ويُقَوِّي هذا الوجه أنه ذكر ههنا المؤمنات من العبيد (١)
والى هذا أشار ابن عباس في تفسير هذه الآية، فقال: يريد: المؤمنون بعضهم أكفاء لبعض (٢).
قالوا: وإنما قيل لهم ذلك؛ لأن العرب كانت تطعن في الأنساب، وتفتخر بالأحساب، وتُعَيِّر بالهُجنة، وتُسمي ابن الأَمَة الهَجِين، فأعلمَ الله أن أمر العبيد وغيرهم مستوي (٣) في باب الإيمان.
وإنما حرم التزّوج بالأمة إذا وُجد إلى الحرة سبيل لمعنيين:
أحدهما: أن ولد الحُرّ من المملوك (٤) مملوك لسيدها، فلا يجوز له إرقاق ولده ما دام مستغنيًا.
والثاني: أنّ الأَمَة مُستَخدمةٌ في الحاجات، مُمتهنة بكثَرة عِشرة الرجال وذلك شاق على الزوج (٥).
وقوله تعالى: {وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}: أي: مهورهن (٦).
{بِالْمَعْرُوفِ}: من غير مَطْل وضِرَار (٧). والإجماع على أن المهر إنما يدفع إلى مولاها؛ لأنه ملكه، وإنما أضيف الإيتاء إليهن؛ لأنه ثمن بُضعهن، وإذا آتى المولى فقد آتاها؛ لأنه وإن آتاها كان لمولاها انتزاعه منها.
(١) "معاني الزجاج" ٢/ ٤١، دون لفظ: ويقوي هذا الوجه.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) هكذا في النسختين، ولعل الصواب: مستوٍ بحذف الياء.
(٤) هكذا في (أ)، ولعل الصواب: المملوكة.
(٥) من قوله: (قالوا: ..) من "معاني الزجاج" ٢/ ٤١ بتصرف يسير.
(٦) الطبري ٥/ ١٩، "الكشف والبيان" ٤/ ٤٠ أ.
(٧) "الكشف والبيان" ٤/ ٤٠ أ.