عند تفسير قوله تعالى {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} البقرة: ٤٨ قال الألوسي: ... وذكر الواحدي أن "عدل" الشيء بالفتح والكسر مثله، وأنشد قول كعب بن مالك:
صبَرْنَا لا نَرى للهِ عَدْلًا ... عَلى مَا نَابَنَا مُتَوَكِّلِينَا" (١)
قال الواحدي في "البسيط": عدل الشيء وعدله: مثله، قال الله تعالى: {أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا} المائدة: ٩٥ أي ما يمثله من الصيام، وقال كعب بن مالك:
صبَرْنَا لا نَرى للهِ عَدْلًا ... عَلى مَا نَابَنَا مُتَوَكِّلِينَا" (٢)
وعند تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ} الآية المائدة: ١٠٧ قال الألوسي: "وقال الواحدي: روي عن عمر -رضي الله عنه- ربه أنه قال: هذه الآية ما في السورة من الأحكام" (٣)، والرواية عن عمر عند الواحدي في "البسيط" (٤).
وبهذه الأمثلة نرى الألوسي قد أخذ في تفسيره عن الواحدي في مجال اللغة والعقيدة والأثر.
هؤلاء من أشهر المفسرين الذين أفادوا من الواحدي وتأثروا بكتابه "البسيط"، وبهذا نرى المدى الذي تركه كتاب البسيط في المفسرين بعده.
ب- في علوم القرآن
لم يقتصر أثر الواحدي على المفسرين بعده فقط، بل نجد كتاب
(١) "روح المعاني" ١/ ٢٥١.
(٢) انظر: "البسيط" عند تفسير قوله تعالى: {واتقوا يومًا ...} البقرة: ٤٣.
(٣) "روح المعاني" ٧/ ٥٣.
(٤) انظر: "البسيط" ٢/ل ٨٤، "نسخة جستربتي".