نظيره: {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا} الزخرف: ١٩ وقوله: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ} النحل: ٥٧.
وقوله: {وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا} قال المفسرون: كان في كل واحدة من آلهتهم شيطان يترايا (١) للسدنة والكهنة يكلمهم (٢).
والمعنى: ما يعبدون بعبادتهم لها إلا شيطانا مريدًا، لطاعتهم له في عبادتها، فتلك العبادة ليست للأوثان، بل هي للشيطان.
وقال الزجاج: يعني بالشيطان ههنا إبليس، لأنهم إذا أطاعوه بما سول لهم فقد عبدوه (٣).
وهذا هو القول، لأن ما بعد هذه الآية يدل على أن المراد بالشيطان في هذه الآية إبليس، ويحتمل أن ما قاله المفسرون من ترائي الشيطان للسدنة أرادوا به إبليس.
وقوله تعالى: {مَّرِيدًا}. قال ابن عباس: "يريد يتمرد على الله بالعصيان مرة بعد مرة" (٤).
قال ابن الأعرابي: التمرد (٥) التطاول بالكبر والمعاصي (٦).
= آلهتهم، اللات والعزى ويساف ونائلة، إناث يدعونهم من دون الله". "تفسير الطبري" ٥/ ٢٧٩.
(١) هكذا في المخطوط يترايا , ولعل الصواب: "يتراءى".
(٢) انظر: "بحر العلوم" ١/ ٣٨٩، و"الكشف والبيان" ٤/ ١٢١ ب، و"زاد المسير" ٢/ ٢٠٣، و"الدر المنثور" ٢/ ٣٩٤.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٠٨.
(٤) لم أقف عليه، وانظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ٩٧. وقد قال بنحو هذا القول قتادة. انظر: الطبري ٥/ ٢٨٠، و"الدر المنثور" ٢/ ٣٩٤.
(٥) في "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٣٧٣ (مرد): المرد.
(٦) في "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٣٧٣ (مرد).