النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: أخي توفي وترك بنات ليس عندهن من الحُسن ما يُرغِّب فيهن الرجال، ولا يقسم لهن من ميراث أبيهن شيء، فنزلت فيها هذه الآية (١).
وقوله تعالى: {اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ}.
قال ابن عباس: "يريد ما فُرض لهن من الميراث" (٢).
وهذا على قول من يقول: نزلت الآية في ميراث اليتامى والصغار، وعلى قول الباقين المراد بقوله: {مَا كُتِبَ لَهُنَّ} الصداق.
وقوله تعالى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}.
قال أبو عبيد يحتمل هذا الرغبة والزهد، فإن حملته على الرغبة كان المعنى: وترغبون في أن تنكحوهن، وإن حملته على الزهد كان المعنى: وترغبون عن أن تنكحوهن لدمامتهن (٣).
والمفسرون أيضًا مختلفون على هذين الوجهين اللذين ذكرهما أبو عبيد.
روى ابن عون (٤) عن الحسن وابن سيرين: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}: قال: أحدهما: ترغبون فيهن، وقال الآخر: ترغبون عنهن (٥).
(١) "الكشف والبيان" ٤/ ١٢٦ ب.
(٢) أخرجه بمعناه من طرق: الطبري ٥/ ٢٩٩، وانظر: "الكشف والبيان" ٤/ ١٢٧ أ.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) هو أبو عون عبد الله بن عون بن أرطبان، المزني، البصري، إمام قدوة حافظ من الفضلاء، ويعدّ من التابعين. توفي رحمه الله سنة ١٥١ هـ.
انظر: "مشاهير علماء الأمصار" ص ١٥٠، و"سير أعلام النبلاء" ٦/ ٣٦٤، و"التقريب" ص ٣١٧ (٣٥١٩).
(٥) أخرجه ابن المنذر. انظر: "الدر المنثور" ٢/ ٤١٠.