وقوله تعالى: {وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ}. (قال الكلبي: وما أولئك الذين يعرضون عن الرجم بالمؤمنين (١) " (٢).
قال أهل المعاني: ويحتمل أن يكون المعنى: وما هم بالمؤمنين بحكمك أنه من عند الله مع جحدهم نبوتك (٣).
وفي هذا تجهيل لهم في تحكيم من لم يؤمنوا بحكمه كما بينا.
٤٤ - قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ}. قال ابن عباس: فيها بيان لكل شيء وضياء لكل ما تشابه عليهم (٤).
وقال الزجاج: {فِيهَا هُدًى} بيان الحكم الذي جاءوا يستفتون فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - {وَنُورٌ} بيان أن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - حق (٥).
وقوله تعالى: {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا}.
قال ابن عباس: يريد النبيين الذين كانوا بعد موسى، وذلك أن الله بعث في بني إسرائيل ألوفًا من الأنبياء ليس معهم كتاب، إنما بعثهم بإقامة التوراة، أن يحدوا حدودها، ويقوموا بفرائضها، ويحلوا حلالها ويحرموا حرامها (٦). انتهى كلامه.
ومعنى قوله: {النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا} أي: الذين انقادوا لحكم
(١) ذكره المؤلف في "الوسيط" ٣/ ٨٨٧ دون نسبة، ولم أقف عليه.
(٢) ساقط من (ش).
(٣) انظر: "النكت والعيون" ٢/ ٤١، البغوي في "تفسيره" ٣/ ٦٠، "زاد المسير" ٢/ ٣٦٢.
(٤) لم أقف عليه.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٧٨.
(٦) انظر: "تفسير المقباس" بهامش المصحف ص ١١٥.