تَخُذّ السَّلُوقيَّ المضاعف نَسجُهُ ... ويوقدن بالصفاح نار الحباحب
والآية تدل على أن نعيم أهل الجنة لا ينقطع أبدًا.
١٠٩ - قوله تعالى: {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ}: و {لَا تَكُ} أصلها: لا تكن، وإنما حذفت النون عند سيبويه لكثرة استعمال هذا الحرف.
قال أبو إسحاق (١) في قوله {وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (٢): ذكر الجلة من البصريين أنه اجتمع فيها كثرة الاستعمال، ومع ذلك أشبهت النون حروف اللين بأنها تكون علامة كما تكون حروف اللين علامة، وأنها غنة تخرج من الأنف فلذلك احتملت الحذف.
وقال أبو الفتح الموصلي (٣): أشبه الحروف الصحيحة بحروف المد: النون؛ لأنها ضارعت بالمخرج والزيادة والغنة والسكون في (لا تكن) حروفَ المد، فحذفت كما يحذفن إذا وقعن طرفًا.
وقوله تعالى: {مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ} يعني المشركين، قال أبو بكر الأنباري: قوله تعالى: {مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ} ليس على ظاهره؛ لأنه لا حجة ولا طعن عليهم بمعرفة أعيان معبوداتهم، ولكنه من باب حذف المضاف، تلخيصه: ولا تك في شك من حال ما يعبدون في أنها لا تضر ولا تنفع.
وقوله تعالى: {مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ} أي إلا كعبادة
= "الصفاح": الحجارة العراض، "الحباحب" الشرر الذي يسقط من الزناد، وانظر: "ديوانه" ص ٣٢ "أمالي ابن الشجري" ٢/ ٢٦٩، "اللسان" (سلق)، "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٣٧، الطبري ١٥/ ٤٨٩، الزجاج ٣/ ٨٠ والقرطبي ٩/ ١٠٣.
(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٢٢.
(٢) النحل: ١٢٠.
(٣) "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٢٣٨ باختصار.