وقال العباس بن الفضل (١): الوقف الكافي {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ} (٢).
وعلى هذا يكون قوله: (سامرًا) حالا مؤخرة في التقدير، أي: تهجرون سامرين بالليل.
٦٨ - قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ} أي: أفلم يتدبروا القرآن فيعرفوا ما فيه من العبر والآيات الدالة على صدق محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وذكرنا معنى التدبّر عند قوله: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} النساء: ٨٢.
وقوله: {أَمْ جَاءَهُمْ} الآية. قال ابن عباس: يريد: أليس قد أرسلنا نوحًا وإبراهيم والنبيين إلى قومهم؟ فكذلك بعثنا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- (٣).
وهذا استفهام يتضمن الإنكار. وكذلك ما بعده من قوله:
٦٩ - {أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} قال ابن عباس: أليس هو محمد بن عبد الله؟ يعرفونه صغيرًا وكبيرًا، صادق اللسان يفي بالعهد ويؤدي الأمانة (٤).
وفي هذا توبيخ لهم وإنكار عليهم بالإعراض عنه بعد ما عرفوا نسبه وصدقه وأمانته.
(١) هو: أبو القاسم، العباس بن الفضل بن شاذان بن عيسى، الرازي، المقرئ. إمام في القراءة متقن مشهور. صاحب القاطع والمبادئ. روى عنه القراءة ابن مجاهد وغيره. وبقي إلى سنة ٣١٠ هـ.
"معرفة القراءة" للذهبي ١/ ٢٣٦، "غاية النهاية" لابن الجزري ١/ ٣٥٢ - ٣٥٣.
(٢) ذكر قوله النحاس في "القطع والائتناف" ص ٥٠٣، و"الدّاني في المكتفى" (ص ٤٠٢).
(٣) ذكر هذا المعنى البغوي ٥/ ٤٢٣ وابن الجوزي ٥/ ٤٨٤ من غير نسبة لأحد.
(٤) ذكره عنه البغوى ٥/ ٤٢٣.