سورةً أشاروا إلى من رووه في كتبهم من المفسرين، وبينوا خطأهم في ذكره وعدم بيان أمره (١)، قال ابن الصلاح: "ولقد أخطأ الواحدي المفسر ومن ذكره من المفسرين في إيداعه تفاسيرهم" (٢).
القضية الثالثة: غمزه الأئمة المتقدمين
ليس في كتب الواحدي التي بين أيدينا، ولا في كلامه ما يدل على اتصافه بهذه التهمة، كما أني لم أر من أهل العلم من انتقد الواحدي بذلك عدا اثنين:
أولهما: تلميذه عبد الغافر الفارسي.
والثاني: أبو سعد السمعاني فيما نقله عنه الذهبي.
أما الأول فأبهم ولم يبين حيث قال: " .... وكان حقيقًا بكل احترام وإعظام، لولا ما كان فيه من غمزه وإزرائه على الأئمة المتقدمين، وبسطه اللسان فيهم بغير ما يليق بما فيهم، عفا الله عنا وعنه" (٣).
وأما الثاني: ففي كلامه ما يدل عل نوع الغمز والمعني به، حيث نقل عنه الذهبي أنه قال: وكان -أي الواحدي- حقيقًا بكل احترام وإعظام، لكن كان فيه بسط اللسان في الأئمة المتقدمين، حتى سمعت أبا بكر أحمد بن محمد بن بشار بنيسابور مذاكرة يقول: "كان علي بن أحمد الواحدي يقول: صنف أبو عبد الرحمن السلمي (٤) كتاب "حقائق التفسير"
(١) ينظر: "مجموع الفتاوى" ١٣/ ٣٥٤ و"منهاج السنة النبوية" ٧/ ١٢، ٣١١، ٤٣٤، و"تدريب الراوي" للسيوطي ١/ ٢٨٩.
(٢) "مقدمة علوم الحديث " لابن الصلاح ص ٤٨.
(٣) نقله عنه ياقوت في "معجم الأدباء" ١٢/ ٢٦٠.
(٤) هو محمد بن الحسين بن محمد بن موسى الأزدي السلمي، شيخ الصوفية في زمنه،=