قوله: {فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} يونس: ٩٤ قال ابن عباس، والضحاك، ومجاهد: يعني: من آمن من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأصحابه، فسيشهدون على صدق محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويخبرونك بنبوته، وبما قدم الله من ذكره في الكتب، وباقي الآية والتي تليها حكمه على ما ذكرنا من أنه خطاب للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمراد به غيره من الشاكين.
{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ {٩٦} وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ {٩٧} فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ {٩٨} وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ {٩٩} وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ {١٠٠} } يونس: ٩٦-١٠٠ قوله: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ} يونس: ٩٦ قال ابن عباس: قول ربك بالسخط عليهم.
وقال قتادة: سخط ربك بما عصوه.
وقال مقاتل: وجبت عليهم كلمة العذاب.
{لا يُؤْمِنُونَ {١٠١} وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ} يونس: ٩٧-١٠١ كانوا يسألون رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يأتيهم بالآيات حتى يؤمنوا، قال الله تعالى: {لا يُؤْمِنُونَ {١٠١} وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ} يونس: ٩٧-١٠١ ، فلا ينفعهم حينئذ إيمانهم كما لم ينفع إيمان فرعون حيث أدركه الغرق.
قوله: {فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ} يونس: ٩٨ الآية: لولا معناها ههنا النفي، قال ابن عباس في رواية عطاء: فما كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس.
فقال: يريد: لم أفعل هذا بأمة قط، إلا قوم يونس لما آمنوا عند نزول العذاب كشفنا عنهم.
وقال قتادة: لم يكن هذا معروفا لأمة من الأمم كفرت، ثم آمنت عند نزول العذاب، فكشف عنهم إلا قوم يونس كشف عنهم العذاب بعد ما تدلى عليهم.
وهو قوله: {كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} يونس: ٩٨ قال ابن عباس: يريد: سخط الله عليهم في الحياة الدنيا، {وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} يونس: ٩٨ يريد: حين آجالهم.
قوله: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ} يونس: ٩٩ الآية، قال ابن عباس: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حريصا على أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى، فأخبر الله أنه لا يؤمن إلا من سبقت له السعادة من الله، وأنه لو شاء لآمن الناس كلهم.
ثم أنكر عليه إكراه الناس على الإيمان فقال: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ} يونس: ٩٩ الآية، وهذا منسوخ بآية القتال، قوله: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ} يونس: ١٠٠ قال ابن عباس: إلا بما سبق لها في قضاء الله وقدره.
وقال عطاء: بمشيئة الله.
وقال الزجاج: وما كان لنفس الوصلة إلى الإيمان إلا بتوفيق الله، وهو إذنه.
وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ قال ابن عباس: السخط.
وقال