عَلَيْكُمُ} يوسف: ٩٢ ، {وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ} يوسف: ١٠٠ والبدو البسيط من الأرض يقال: بدو وحضر، قال قتادة: كان يعقوب وولده بأرض كنعان أهل مواش وبرية {مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} يوسف: ١٠٠ أفسد بيننا وحمل بعضنا على بعض، وقال ابن عباس: دخل بيننا بالحسد.
{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ} يوسف: ١٠٠ قال الأزهري: اللطيف من أسماء الله معناه: الرفيق بعباده، يقال: لطف فلان بفلان، يلطف.
إذا رفق به لطفا.
وقال عمرو بن أبي عمرو: اللطيف الذي يوصل إليك إربك في رفق.
قال أهل التفسير: إن ربي عالم بدقائق الأمور.
{إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ} يوسف: ١٠٠ بخلقه الْحَكِيمُ فيهم بما يشاء، ثم إن يعقوب أقام بمصر بعد موافاته بأهله وولده أربعا وعشرين سنة بأغبط حال، وأهنأ عيش إلى أن حضرته الوفاة، فأوصى إلى يوسف أن يحمل جسده إلى الأرض المقدسة حتى يدفنه عند أبيه وجده، ففعل ذلك يوسف، وكان عمر يعقوب مائة وسبعا وأربعين سنة، ولما جمع الله ليوسف شمله، وأقر له عينه، وأتم تأويل رؤياه دعا ربه وشكره وحمده، فقال: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} يوسف: ١٠١ {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ} يوسف: ١٠١ قال الباقر: آتى الله يوسف ملك الأرض المقدسة فملك اثنتين وسبعين سنة {وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ} يوسف: ١٠١ يعني: تفسير الأحلام {فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} يوسف: ١٠١ قال ابن عباس: يريد: خالق السموات والأرض، ومن هذا قوله: {وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي} يس: ٢٢ أي: خلقني {أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} يوسف: ١٠١ أنت الذي تلي أمري تَوَفَّنِي مُسْلِمًا قال ابن عباس: يريد: لا تسلبني الإسلام حتى تتوفاني عليه.
وقال قتادة: سأل ربه اللحوق به.
قال: ولم يتمن نبي قبله الموت.
وقوله وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ يعني: بالنبيين من آبائه، والمعنى: ألحقني بهم في ثوابهم ودرجاتهم، ثم مات يوسف وأوصى إلى أخيه يهوذا، ودفن في نيل مصر في صندوق من رخام، وذلك أنه لما مات تشاح الناس عليه كل يحب أن يدفن في محلته لما يرجون من بركته، فرأوا أن يدفنوه في النيل فيمر الماء عليه ثم يصل إلى جميع مصر، فيكون كلهم فيه شركاء، فكان قبره في النيل إلى أن حمله موسى حين خرج من مصر ودفنه بأرض كنعان، قوله: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ {١٠٢} وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ {١٠٣} وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ {١٠٤} وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ {١٠٥} وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ