لَقَتَلُه الْهَرَمُ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ الْمَوْضِعَ الَّذِي ابْتَدَأَ مِنْهُ، لَيْسَ مِنْهَا وَرَقَةٌ إِلا تُظِلُّ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ، وَلَيْسَتْ مِنْهَا وَرَقَةٌ إِلا عَلَيْهَا مَلَكٌ يَذْكُرُ اللَّهَ وَيُسَبِّحُهُ، وَلَيْسَ مِنْهَا وَرَقَةٌ لَوْ جُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ إِلا طَمَسَتْ ضَوْءَهُمَا، مِنْهَا كِسْوَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَحُلِيُّهُمْ، وَرَقُهَا حُلَلٌ، وَأَغْصَانُهَا حُلِيٌّ، وَوَحْلُهَا الْمِسْكُ وَالْعَنْبَرُ، وَتُرَابُهَا الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ، وَحَصْبَاؤُهَا الدُّرُّ وَالْيَاقُوتَ، وَهِيَ مَجْلِسُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمُتَحَدَّثُهُمْ.
٤٩٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي كِتَابِهِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَدَّادِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " طُوبَى شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ، يَقُولُ اللَّهُ لَهَا: تَفَتَّقِي لِعَبْدِي عَمَّا يَشَاءُ، فَتَفَتَّقُ لَهُ عَنِ: الْخَيْلِ بِسُرُوجِهَا وَلُجُمِهَا، وَعَنِ الإِبِلِ بِرِحَالِهَا وَأَزِمَّتِهَا، وَعَمَّا شَاءَ مِنَ الْكِسْوَةِ ".
وروى سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: طوبى اسم الجنة بالحبشة.
هو قول مجاهد في رواية شبل، قال: طوبى اسم الجنة.
وقال أبو عبيدة، والزجاج، وأهل اللغة: طوبى فعلى من الطيب.
قال ابن الأنباري: تأويلها الحال المستطابة لهم.
وقوله: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ} الرعد: ٣٠ أي: أرسلناك كما أرسلنا الأنبياء قبلك، {فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ} الرعد: ٣٠ قال ابن عباس: في قرون قد مضت من قبلها قرون.
{لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} الرعد: ٣٠ يعني القرآن، {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} الرعد: ٣٠ وذلك أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان في الحجر يدعو، وأبو جهل يستمع إليه وهو يقول: «يا رحمن» .
فلما سمعه يذكر الرحمن وَلَّى مدبرا إلى المشركين، وقال لهم: إن محمدا كان ينهانا عن عبادة الآلهة، وهو يدعو إلهين، يدعو الله ويدعو إلها آخر يقال له الرحمن.
فأنزل الله هذه الآية.
وقوله: {قُلْ هُوَ رَبِّي} الرعد: ٣٠ أي: قل لهم: إن الرحمن الذي أنكرتم معرفته هو إلهي وسيدي، {لا إِلَهَ إِلا هُوَ} الرعد: ٣٠ .
قوله: {وَلَوْ أَنَّ قُرْءَانًا} الرعد: ٣١ الآية، قالت قريش للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن كنت كما تقول فادع الله يسير عنا هذه الجبال، فإن أرضنا ضيقة، واجعل لنا فيها عيونا وأنهارا حتى نغرس ونزرع، وابعث لنا آباءنا من الموتى حتى يكلمونا ويخبرونا أنك نبي.
فأنزل الله: {وَلَوْ أَنَّ قُرْءَانًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ} الرعد: ٣١ أي: جعلت تسير، {أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ} الرعد: ٣١ أي: شققت فجعلت أنهارا وعيونا، {أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} الرعد: ٣١ أي: أحيوا حتى كلموا، وجواب لو محذوف، قال الفراء: تقديره لكان هذا القرآن، والمعنى: لو أن قرآنا فعل به ما التمسوا لكان هذا القرآن.
وقال الزجاج: جوابه لما آمنوا.
وهو قول ابن عباس، قال: يريد لو قضيت ألا يقرأ القرآن على الجبال إلا سارت، ولا على الأرض إلا تخرقت، ولا على الموتى إلا أحيوا