إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} النحل: ٦٩ أي: في عظمة الله وقدرته.
قوله: والله خلقكم الآية، قال المفسرون: خلقكم ولم تكونوا شيئا.
ثم يتوفاكم عند انقضاء آجالكم، {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} النحل: ٧٠ وهو أرداه وأوضعه، يقال: رذل يرذل رذالة.
قال السدي: أرذل العمر الخوف.
وقال قتادة.
تسعون سنة.
وروي عن علي رضي الله عنه، قال: أرذل العمر خمس وسبعون سنة.
قوله: {لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا} النحل: ٧٠ قال ابن عباس: كي يصير كالصبي الذي لا عقل له.
قال عطاء، عن ابن عباس: ليس هذا في المسلمين، المسلم لا يزداد في طول العمر والبقاء إلا كرامة عند الله، وعقلا، ومعرفة.
وقال عكرمة: من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر حتى لا يعلم بعد علم شيئا.
{إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ} النحل: ٧٠ بما صنع بأوليائه وأعدائه، قدير على ما يريد.
{وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ {٧١} وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ {٧٢} وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا وَلا يَسْتَطِيعُونَ {٧٣} فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {٧٤} } النحل: ٧١-٧٤ {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ} النحل: ٧١ يعني كثر وقلل، وبسط وقبض، ووسع وضيق، {فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا} النحل: ٧١ في الرزق، وأعطوا الفضل، {بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} النحل: ٧١ يقول: لا يرد المولى على ما ملكت يمينه مما زرق شيئا حتى يكون المولى والمملوك في المال سواء.
وهذا مثل ضربه الله للمشركين في تصييرهم عبادا له شركاء له، فقال: إذا لم يكن عبيدكم معكم سواء في الملك فكيف تجعلون عبيدي معي سواء؟ قال السدي: يقول: فكما لا يرد أحدكم على مملوكه مما رزقه حتى يكون مثله، فكذلك لا يكون الله والصنم الذي هو من خلقه وملكه سواء.
{أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} النحل: ٧١ حيث أشركوا به غيره، ومن قرأ بالتاء كان التقدير قل لهم يا محمد أفبنعمة الله تجحدون بالإشراك به؟ فقوله: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} النحل: ٧٢ قال المفسرون: يعني النساء،