مكان إلى مكان، قال ابن عباس: يريد من السقم والفقر إلى الصحة والغنى.
وفي هذا احتجاج عليهم أنهم فِي عبادتهم على الباطل، قال ابن عباس فِي رواية عطاء: ثم ذكر أولياءه، فقال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} الإسراء: ٥٧ قال: يتضرعون إلى الله فِي طلب الجنة، والوسيلة الدرجة العليا، وقد تكون الوسيلة القربة إلى الله تعالى وما يقربك من رحمته.
ذكرنا ذلك فِي قوله: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} المائدة: ٣٥ قال الزجاج: المعنى يبتغي أيهم أقرب الوسيلة إلى الله، أي: يتقرب إليه بالعمل الصالح، قال ابن عباس: يتقربون إلى الله بصالح الأعمال، فيرجون رحمته، ويريدون جنته، ويخافون عذابه.
{إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} الإسراء: ٥٧ يحذره المؤمنون المتقون، فيطيعون الله خوفا منه.
{وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا {٥٨} وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا {٥٩} وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْءَانِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلا طُغْيَانًا كَبِيرًا {٦٠} } الإسراء: ٥٨-٦٠ قوله: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا} الإسراء: ٥٨ قال ابن مسعود: إذا ظهر الزنا والربا فِي أهل قرية، أذن الله فِي إهلاكها.
وقال مقاتل: أما الصالحة فبالموت، وأما الطالحة فبالعذاب.
وقال الزجاج: أي ما من أهل قرية إلا وسيهلك، إما بموت أو بعذاب يستأصلهم.
{كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} الإسراء: ٥٨ قال قتادة: قضاء من الله كما تسمعون ليس منه بد.
قوله: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ} الإسراء: ٥٩ قال المفسرون: سأل أهل مكة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يجعل لهم الصفا ذهبا، وأن ينحي الجبال عنهم، فيزرعوا.
فأتاه جبريل، فقال: إن شئت، كان ما سأل قومك، ولكنهم إن لم يؤمنوا لم يمهلوا، وإن شئت، استأنيت بهم.
قال: «لا، بل أستأني بهم» .
فأنزل الله هذه الآية، وتقدير الكلام: وما منعنا إرسال الآيات التي سألوها إلا تكذيب الأولين، ويعني أنهم سألوا الآيات التي استوجب بها الأولون العذاب لما كذبوا بها، والمعنى: أنا لم نرسل بالآيات لئلا يكذب بها هؤلاء كما كذب من قبلهم، فيستحقوا المعاجلة بالعقوبة، وسنة الله فِي الأمم، إذا سألوا الآيات، فأتتهم، ثم لم يؤمنوا، أن يعذبهم، ولا يمهلهم، وقوله: {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً} الإسراء: ٥٩ قال قتادة: بينة.