لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأضربن عنقه.
فقالت اليهود: أولستم تقولونها؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية ونهوا عن ذلك.
وهذا النهي اختص بذلك الوقت، لإجماع الأمة على جواز المخاطبة بهذا اللفظ الآن.
وقوله تعالى: {وَقُولُوا انْظُرْنَا} البقرة: ١٠٤ أي: نظرت فلانا، أي: انتظرته، ومنه قوله تعالى: {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} الحديد: ١٣ ، ومعنى انظرنا: اصبر حتى نفهمك ما نقول، ويجوز أن يكون انظرنا أي: انظر إلينا، فحذف حرف الجر، أمروا أن يقولوا بدل راعنا: انظرنا.
قوله تعالى: واسمعوا أي: ما يقال لكم وما تؤمرون به، ومعناه: وأطيعوا، لأن الطاعة تحت السمع، وللكافرين يعني اليهود، عذاب أليم.
قوله تعالى: ما يود أي: ما يحب وما يريد، {الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} البقرة: ١٠٥ يعني اليهود، ولا المشركين من العرب، {أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ} البقرة: ١٠٥ أي: خيرٌ، من ربكم ومن: صلة مؤكدة، يريد: أنهم على إنزال القرآن عليكم، {وَاللَّهُ يَخْتَصُّ} البقرة: ١٠٥ يقال: خصه بالشيء واختصه به، إذا أفرده به دون غيره.
قوله تعالى: برحمته أي: نبوته، من يشاء يعني محمدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، {وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} البقرة: ١٠٥ تفضل بالنبوة على محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى المسلمين بدينه الإسلام.
{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {١٠٦} أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ {١٠٧} } البقرة: ١٠٦-١٠٧ قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ} البقرة: ١٠٦ الآية، وذلك أن المشركين قالوا: القرآن كلام محمد تقوَّله من نفسه، يأمر أصحابه بأمر، ثم ينهاهم عنه بخلافه، ويقول اليوم قولا ويرجع عنه غدا.
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
ومعنى النسخ: إبطال الشيء وإقامة آخر مقامه، تقول العرب: نسخت الشمس الظل.
أي: أذهبته وحلت محله، وهذا نسخ إلى بدل، لأن الظل يزول ويبطل، وتكون الشمس بدلا عنه، ويجوز النسخ إلى غير بدل، وهو رفع