أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ {٣٦} يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ {٣٧} } الشعراء: ٢٩-٣٧ {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} الشعراء: ٢٩ أي: أحسبنك مع من حبسته في السجن.
ف {قَالَ} الشعراء: ٣٠ موسى حين توعده بالسجن: {أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ} الشعراء: ٣٠ يعني: أتسجنني ولو جئتك بأمر ظاهر تعرف فيه صدقي وكذبك، وبعد هذا مفسر في { الأعراف إلى قوله: فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ {٣٨} وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ {٣٩} لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ {٤٠} فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ {٤١} قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ {٤٢} قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ {٤٣} فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ {٤٤} فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ {٤٥} فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ {٤٦} قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ {٤٧} رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ {٤٨} } سورة الشعراء: ٣٨-٤٨ {فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} الشعراء: ٣٨ وهو يوم عيدهم، يوم الزينة.
{وَقِيلَ لِلنَّاسِ} الشعراء: ٣٩ لأهل مصر: {هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ} الشعراء: ٣٩ لتنظروا ما يفعل الفريقان.
{لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ} الشعراء: ٤٠ على أمرهم، {إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ} الشعراء: ٤٠ لموسى وأخيه.
وما بعد هذا مفسر إلى قوله: {قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ {٤٩} قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ {٥٠} إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ {٥١} } الشعراء: ٤٩-٥١ {لا ضَيْرَ} الشعراء: ٥٠ أي: لا ضرر علينا فيما ينالنا في الدنيا مع أملنا بالمغفرة، {إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ} الشعراء: ٥٠ راجعون في الآخرة.
{إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا} الشعراء: ٥١ مفسر في { طه، أَنْ كُنَّا} سورة الشعراء: ٥١ لأن كنا، {أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ} الشعراء: ٥١ بآيات موسى من جملة السحرة وغيرهم، وفي هذا الحال.
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ {٥٢} فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ {٥٣} إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ {٥٤} وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ {٥٥} وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ {٥٦} فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ {٥٧} وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ {٥٨} كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ {٥٩} } الشعراء: ٥٢-٥٩ {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي} الشعراء: ٥٢ مفسر في { طه، إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ} سورة الشعراء: ٥٢ يتبعكم فرعون وقومه ليحولوا بينكم وبين الخروج من أرض مصر.
{فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} الشعراء: ٥٣ يحشرون الناس ويجمعون له الجيش.
وقال فرعون: {إِنَّ هَؤُلاءِ} الشعراء: ٥٤ يعني: بني إسرائيل، {لَشِرْذِمَةٌ} الشعراء: ٥٤ عصابة، قال المبرد: الشرذمة القطعة من الناس غير الكثير، وجمعها الشراذم.
وقوله: {قَلِيلُونَ} الشعراء: ٥٤ قال الفراء: يقال عصبة قليلة وقليلون، وكثيرة وكثيرون.