والجحيم: النار المتلظية العظيمة، يقال: جحمت النار تجحم جحوما فهي جاحمة وجحيم.
قال الله تعالى: {فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ} الصافات: ٩٧ .
وقوله: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} البقرة: ١٢٠ قال المفسرون: كانت اليهود والنصارى يسألون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الهدنة، ويطمعونه ويرونه أنه إن هاونهم وأمهلهم اتبعوه، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وأخبر أنه لا يُرضيْهم إلا ما يستحيل وجوده، لأن اليهود لا ترضى عنه إلا بالتهود، والنصارى إلا بالتنصر، ويستحيل الجمع بينهما، وإذا استحال إرضاؤهم فهم لا يرضون أبدًا، ومعنى ملتهم: دينهم.
وقوله {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى} البقرة: ١٢٠ قال ابن عباس: يريد أن الذي أنت عليه هو دين الله الذي رضيه، {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ} البقرة: ١٢٠ قال ابن عباس: صليت إلى قبلتهم.
{بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} البقرة: ١٢٠ بأن دين الله الإسلام، والقبلة هي الكعبة.
والخطاب للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمراد به أمته، لأنه معصوم عن اتباع هوى الكافرين {مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} البقرة: ١٢٠ .
ثم ذكر أن من كان منهم غير متعنت ولا حاسد، ولا طالب رياسة، تلا التوراة كما أنزلت، فرأى فِيها أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حق، فآمن به وهو قوله: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ} البقرة: ١٢١ قال ابن مسعود: يحلون حلاله ويحرمون حرامه، ويقرءونه كما أنزل، ولا يحرفونه عن مواضعه.
وقال مجاهد: يتبعونه حق اتباعه.
وقال ابن عباس: نزلت فِي الذين قدموا مع جعفر بن أبي طالب من الحبشة، وكانوا من أهل الكتاب بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال الضحاك: نزلت فِي مؤمني اليهود.
وما بعد هذا قد تقدم تفسيره إلى قوله تعالى: {