قَالَ: نَعَمْ، لَيُكَرَّرَنَّ عَلَيْكُمْ حَتَّى تُؤَدُّوا إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ.
قَالَ الزُّبَيْرُ: وَاللَّهِ إِنَّ الأَمْرَ لَشَدِيدٌ
قوله: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ {٣٢} وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ {٣٣} لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ {٣٤} لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ {٣٥} } الزمر: ٣٢-٣٥ {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ} الزمر: ٣٢ بأن له ولدا وشريكا، وكذب بالصدق أي: بالتوحيد والقرآن، {إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ} الزمر: ٣٢ مقام للجاحدين؟ وهو استفهام تقرير، يعني أنه كذلك.
{وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} الزمر: ٣٣ محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصدق به أبو بكر رضي الله عنه وأصحابه، وهم المؤمنون الذين صدقوا محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما جاء به من الإسلام، {أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} الزمر: ٣٣ الذين اتقوا الشرك.
{لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ} الزمر: ٣٤ لهم عند الله من الجزاء والكرامة ما يشاءون، {ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} الزمر: ٣٤ في أقوالهم وأعمالهم.
{لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ} الزمر: ٣٥ أي: أعطاهم ما شاءوا، {لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا} الزمر: ٣٥ يسترها عنهم بالمغفرة، {وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} الزمر: ٣٥ قال مقاتل: يجزيهم بالمحاسن من أعمالهم، ولا يجزيهم بالمساوي.
قوله: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ {٣٦} وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ {٣٧} } الزمر: ٣٦-٣٧ {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} الزمر: ٣٦ يعني محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يكفيه عداوة من يعاديه، ومن قرأ عباده فالمراد بالعباد الأنبياء، وذلك أن الأمم قصدتهم بالسوء، وهو قوله: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ} غافر: ٥