علمه الله عندي.
وقال غيره: على علم من الله بأني له أهل.
قال الله تعالى: {بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ} الزمر: ٤٩ أي: بلوى يبتلى بها العبد ليشكر أو ليكفر، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} الزمر: ٤٩ أن ذلك استدراج من الله لهم وامتحان.
قد قالها أي: قال تلك الكلمة، وهي قوله: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ} الزمر: ٤٩ قال مقاتل: يعني قارون حين قال: إنما أوتيته على علم عندي.
{الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} الزمر: ٥٠ يعني: الكفار الذين كانوا قبل هؤلاء، {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} الزمر: ٥٠ ما أغني عنهم الكفر من العذاب شيئا.
والمعنى أنهم ظنوا أن ما آتيناهم لكرامتهم علينا، ولم يكن كذلك، لأنهم وقعوا في العذاب ولم يغن عنهم ما كسبوا شيئا.
وهو قوله: {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا} الزمر: ٥١ أي: جزاؤها، يعني العذاب.
ثم أوعد كفار مكة، فقال: {وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ} الزمر: ٥١ لأن مرجعهم إلى الله فهم لا يعجزونه ولا يفوتونه فيجازيهم بأعمالهم.
{أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ} الزمر: ٥٢ قال مقاتل: وعظهم ليعتبروا في توحيده، وذلك حين أمطروا بعد سبع سنين، فقال: أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يوسع الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ ويقتر على من يشاء.
قوله: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {٥٣} وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ {٥٤} وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ {٥٥} أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ {٥٦} أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ {٥٧} أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ {٥٨} بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ {٥٩} } الزمر: ٥٣-٥٩ {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الزمر: ٥٣ المفسرون كلهم قالوا: إن هذه الآية نزلت في قوم خافوا إن أسلموا أن لا يغفر لهم ما جنوا من الذنوب العظام كالشرك، وقتل النفس، ومعاداة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والقتال ضده، والزنا، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وفرح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذه الآية، ورآها أصحابه من أوسع الآيات