آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ {٣٠} } غافر: ٢٨-٣٠ .
{وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ} غافر: ٢٨ قال مقاتل، والسدي: كان قبطيا ابن عم فرعون.
{يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ} غافر: ٢٨ لأن يقول: ربي الله وهو استفهام إنكار، {وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} غافر: ٢٨ أي: بما يدل على صدقه من المعجزات، {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ} غافر: ٢٨ لا يضركم ذلك، {وَإِنْ يَكُ صَادِقًا} غافر: ٢٨ وكذبتموه، {يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} غافر: ٢٨ قال أبو عبيدة، وأبو الهيثم: كل الذي يعدكم أي: ينذركم، ويتوعدكم به.
أي: إن قتلتموه وهو صادق، أصابكم ما يتوعدكم به من العذاب، والمراد بالبعض الكل في هذه الآية، وقال الليث: بعض ههنا صلة يريد: يصبكم الذي يعدكم.
وقال أهل المعاني: هذا على المظاهرة في الحجاج.
كأنه قال لهم: أقل ما يكون في صدقه، أن يصيبكم بعض الذي يعدكم، وفي بعض ذلك هلاككم، فذكر البعض ليوجب الكل، لا أن البعض هو الكل، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي} غافر: ٢٨ أي: إلى دينه، {مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ} غافر: ٢٨ مشرك، كذاب مفتر.
ثم ذكرهم هذا المؤمن ما هم فيه من الملك، لتشكروا ذلك بالإيمان بالله، فقال: {يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ} غافر: ٢٩ غالبين في أرض مصر، {فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ} غافر: ٢٩ من يمنعنا من عذاب الله، إن جاءنا والمعنى: أنه يقول: لكم الملك، فلا تتعرضوا لعذاب الله بالتكذيب، وقتل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلا مانع من عذابه إن حل بكم.
فقال فرعون عند ذلك: ما أريكم من الرأي، {إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ} غافر: ٢٩ ما أدعوكم إلا إلى طريق الهدى.
ثم ذكرهم