وقوله: {اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الشورى: ٣ على هذه القراءة تبيين للفاعل، كأنه قيل: من يوحي؟ فقيل: الله.
{تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ} الشورى: ٥ يريد كل واحدة منها تتفطر فوق التي تليها، من قول المشركين: اتخذ الله ولدا.
نظيرها التي في آخر { مريم، وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} سورة الشورى: ٥ ينزهونه عما لا يجوز في صفته، ويعظمونه، {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ} الشورى: ٥ قال ابن عباس: للمصدقين بالله ورسوله.
قال قتادة: للمؤمنين منهم.
{أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الشورى: ٥ لأوليائه، وأهل طاعته.
{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} الشورى: ٦ يعني: كفار مكة، اتخذوا آلهة، فعبدوها من دون الله، {اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ} الشورى: ٦ حافظ على أعمالهم، ليجازيهم بها، {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} الشورى: ٦ لم نوكلك بهم، حتى تؤاخذ بهم.
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ {٧} وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ {٨} أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {٩} } الشورى: ٧-٩ .
وكذلك ومثل ما ذكرنا، {أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا} الشورى: ٧ ليفهموا ما فيه، {لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى} الشورى: ٧ أي: أهل أم القرى، وهي مكة، سميت أم القرى، لأن الأرض دحيت من تحتها، ومن حولها يعني: قرى الأرض كلها، {وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ} الشورى: ٧ وتنذرهم بيوم الجمع، وهو يوم القيامة، يجمع الله تعالى فيه الأولين والآخرين، وأهل السموات وأهل الأرض، {لا رَيْبَ فِيهِ} الشورى: ٧ لا شك في الجمع أنه كائن، ثم بعد الجمع يتفرقون، وهو قوله: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} الشورى: ٧ قال ابن عباس: فريق في الجنة يتمتعون ويتنعمون، وفريق في السعير يعذبون.