ابن عباس: يريد: يبدءون بالظلم.
{وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} الشورى: ٤٢ يعملون فيها بالمعاصي.
ولمن صبر فلم ينتصر، {وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ} الشورى: ٤٣ الصبر والتجاوز، {لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} الشورى: ٤٣ قال مقاتل: من الأمور التي أمر الله بها.
وقال الزجاج: الصابر يؤتى بصبره ثوابا، فالرغبة في الثواب أتم عزم.
{وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ {٤٤} وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ {٤٥} وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ {٤٦} } الشورى: ٤٤-٤٦ .
{وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ} الشورى: ٤٤ عن الهدى، {فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ} الشورى: ٤٤ فما له من أحد يلي هدايته، بعد إضلال الله إياه، وترى الظالمين المشركين، {لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ} الشورى: ٤٤ في الآخرة، يسألون الرجعة إلى الدنيا، يقولون: {هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ} الشورى: ٤٤ .
{وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا} الشورى: ٤٥ على النار، قبل دخولهم النار، {خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ} الشورى: ٤٥ ساكنين، متواضعين، {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} الشورى: ٤٥ يعني: خفي النظر لما عليهما من الذل، يسارقون النظر إلى النار، خوفا منها، وذلة في أنفسهم، وعرف المؤمنون خسران الكافرين ذلك اليوم، فقالوا: {إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} الشورى: ٤٥ بأن صاروا إلى النار، وأهليهم في الجنة، بأن صاروا لغيرهم، قال الله تعالى: {أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ} الشورى: ٤٥ .
قوله: {وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ} الشورى: ٤٦ ظاهر.
قوله: {اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ {٤٧} فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلا الْبَلاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإِنْسَانَ كَفُورٌ {٤٨} } الشورى: ٤٧-٤٨ .