{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} الدخان: ١٠ ".
{يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ {١١} رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ {١٢} أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ {١٣} ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ {١٤} إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ {١٥} يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ {١٦} } قوله: {يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} الدخان: ١١ إلى قوله: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} الدخان: ١٥ فكشف عنهم، ثم عادوا إلى الكفر، فذلك قوله: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} الدخان: ١٦ وذلك يوم بدر.
رواه البخاري، عن محمد بن كثير.
قوله: يغشى الناس، من صفة قوله: بدخان، والناس هم أهل مكة، وهم الذين يقولون: {هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ {١١} رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ} الدخان: ١١-١٢ الجوع والدخان، إنا مؤمنون بمحمد، والقرآن.
قال الله تعالى: {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى} الدخان: ١٣ التذكر والاتعاظ، يقول: كيف يتذكرون ويتعظون، وحالهم أنه {قَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ} الدخان: ١٣ ظاهر الصدق، والدلالة.
{ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ} الدخان: ١٤ أعرضوا عنه، ولم يقبلوا قوله، وقالوا معلم أي: هو معلم، يعلمه بشر، مجنون بادعائه النبوة.
قال الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ} الدخان: ١٥ يعني: عذاب الجوع، قليلًا أي: زمانا يسيرا، قال مقاتل: يعني: إلى يوم بدر.
{إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} الدخان: ١٥ في كفركم، وتكذيبكم.
{يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} الدخان: ١٦ أي: واذكر لهم ذلك اليوم، يعني: يوم بدر، وهذا قول الأكثرين، قالوا: لما كشف عنهم الجوع، عادوا إلى التكذيب، فانتقم الله منهم بيوم بدر.
وقال الحسن: البطشة الكبرى يوم القيامة.
وهو قول ابن عباس في رواية عكرمة.
ومعنى البطش: الأخذ بشدة، إنا منتقمون منهم ذلك اليوم.