على الفرائض، وبالصلوات الخمس فِي مواقيتها على تمحيص الذنوب.
{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} البقرة: ١٥٣ قال عطاء، عن ابن عباس: يقول: إني معكم، أنصركم ولا أخذلكم.
وقال الزجاج: تأويله: أن يظهر دينهم على سائر الأديان، لأن من كان الله معه فهو الغالب.
قوله: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} البقرة: ١٥٤ : كان الناس يقولون لمن يقتل فِي سبيل الله: مات فلان وذهب عنه نعيم الدنيا ولذتها.
فأنزل الله تعالى هذه الآية، وقوله: بل أحياء ذكر المفسرون فِي حياة الشهداء فِي سبيل الله ما روي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إن أرواح الشهداء فِي أجواف طير خضر تسرح فِي ثمار الجنة وتشرب من أنهارها، وتأوي بالليل إلى قناديل من نور معلقة بالعرش» .
وقوله: ولكن لا تشعرون أي: ما هم فِيهِ من الكرامة والنعيم.
قوله: ولنبلونكم النون فِيهِ للتأكيد، واللام جواب قسم محذوف على تقدير: والله لنبلونكم، والمعنى: لنعاملنكم معاملة المبتلى، لأن الله تعالى يعلم عواقب الأمور، فلا يحتاج إلى الابتلاء ليعلم العاقبة، ولكنه يعاملهم معاملة من يبتلى، فمن صبر أثابه على صبره، ومن لم يصبر لم يستحق الثواب.
وقوله: {بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ} البقرة: ١٥٥ قال ابن عباس: يعني: خوف العدو.
{وَالْجُوعِ} البقرة: ١٥٥ يعني: المجاعة والقحط، {وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ} البقرة: ١٥٥ يعني: الخسران والنقصان فِي المال وهلاك المواشي، {وَالأَنْفُسِ} البقرة: ١٥٥ يعني: بالموت والقتل والمرض والشيب، {وَالثَّمَرَاتِ} البقرة: ١٥٥ يعني الجوائح، وأن لا تخرج الثمرة كما كانت تخرج، ثم ختم الآية بتبشير الصابرين ليدل على أن من صبر على هذه المصائب كان على وعد الثواب من الله تعالى فقال: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} البقرة: ١٥٥ .
ثم نعتهم فقال: {