الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ {٢٤} فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {٢٥} } الرحمن: ١٤-٢٥ .
قوله: {خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ} الرحمن: ١٤ تقدم تفسيره في { الحجر، كَالْفَخَّارِ} سورة الرحمن: ١٤ وهو: الخزف الذي طبخ بالنار، معناه: من طين يبسه كالخزف.
{وَخَلَقَ الْجَانَّ} الرحمن: ١٥ يعني: أبا الجن، {مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} الرحمن: ١٥ وهو الصافي من لهب النار.
رب المشرقين يعني: مشرق الصيف، ومشرق الشتاء، وكذلك: المغربين.
{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} الرحمن: ١٩ تفسير هذه الآية، والتي بعدها قد تقدم في { الفرقان، والمعنى: أن الله تعالى ذكر عظيم قدرته، حيث خلق البحرين العذب والمالح، يلتقيان ثم لا يختلط أحدهما بالآخر، وهو قوله: بينهما برزخ أي: حاجز من قدرة الله تعالى، لا يبغيان فلا يبغي المالح على العذب فيفسده، ولا العذب على المالح فيختلط به.
قوله: يخرج منهما أكثر القراء على يخرج بضم الياء، من الإخراج، لأنه يخرج ولا يخرج بنفسه، ومن قرأ يخرج فهو اتساع، وذلك أنه إذا أخرج خرج، وقال: منهما وإنما يخرج من المالح دون العذب، ولكن الله تعالى ذكرهما جميعًا، وجمعهما وهما بحر واحد، فإذا خرج من أحدهما، فقد خرج منهما، هذا قول الزجاج.
وقال أبو علي الفارسي: أراد: من أحدهما، فحذف المضاف.
وقوله: اللؤلؤ والمرجان قال الفراء: اللؤلؤ: العظام، والمرجان: ما صغر.
وهو قول جميع أهل اللغة، وقال عطاء: اللؤلؤ: الكبير، والمرجان: الصغير.
وذكر مقاتل على الضد من هذا، وهو قول مجاهد، والسدي.
وله الجوار يعني: السفن الجارية في الماء، المنشآت المرفوعات، وهي التي رفع خشبها بعضها على بعض فركب، حتى ارتفعت وطالت، والوجه فتح الشين، ومن كسر أراد: المنشئات السير، أي: اللاتي ابتدأن وأنشأن السير، وقوله: كالأعلام أي: كالجبال، والعلم: الجبل الطويل، قال مقاتل: شبه السفن في البحر، كالجبال في البر.