١٢٣٧ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْعَدْلُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا ابْنُ الْمُغِيرَةِ، نا صَفْوَانُ، نا شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خَرَجْتُ أَتَعَرَّضُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ أُسْلِمَ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقُمْتُ خَلْفَهُ، فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْحَاقَّةِ، فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ مِنْ تَأْلِيفِ الْقُرْآنِ فَقُلْتُ: هَذَا وَاللَّهِ شَاعِرٌ كَمَا قَالَتْ قُرَيْشٌ، قَالَ: فَقَرَأَ {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {٤٠} وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ {٤١} } الحاقة: ٤٠-٤١ قَالَ: قُلْتُ: كَاهِنٌ، قَالَ: {وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ {٤٢} تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ {٤٣} } الحاقة: ٤٢-٤٣ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ، قَالَ: فَوَقَعَ الْإِسْلامُ فِي قَلْبِي كُلَّ مَوْقِعٍ.
{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ {٤٤} لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ {٤٥} ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ {٤٦} فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ {٤٧} وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ {٤٨} وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ {٤٩} وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ {٥٠} وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ {٥١} فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ {٥٢} } الحاقة: ٤٤-٥٢ .
{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا} الحاقة: ٤٤ محمد ما لم نقله، أي: يكلف القول، وأتى به من عند نفسه.
{لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} الحاقة: ٤٥ لأخذناه بالقوة، والقدرة، قاله الفراء، والمبرد، والزجاج.
قال ابن قتيبة: وإنما أقام اليمين مقام القوة، لأن قوة كل شيء في ميامنه.
{ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} الحاقة: ٤٦ وهو عرق يجري في الظهر حتى يتصل بالقلب، إذا انقطع بطلت القوى، ومات صاحبه، والمفسرون يقولون: إنه نياط القلب.
{فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} الحاقة: ٤٧ ليس منكم أحد يحجزنا عنه، أي: أنه لا يتكلف الكذب لأجلكم، مع علمه بأنه لو تكلف ذلك لعاقبناه، ثم لم تقدروا أنتم على دفع عقوبتنا عنه.
ثم ذكر أن القرآن ما هو، فقال: {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} الحاقة: ٤٨ لعظة لمن اتقى عقاب الله بطاعته.
{وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ} الحاقة: ٤٩ علمنا: أن بعضكم يكذبه.
{وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ} الحاقة: ٥٠ يعني: يوم القيامة، يندمون على ترك الإيمان به.
{وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ} الحاقة: ٥١ أنه من عند الله.
ثم أمره بتنزيهه عن السوء، بقوله: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} الحاقة: ٥٢ .