ومن قرأ: {نَزَّاعَةً} المعارج: ١٦ بالنصب، فعلى أنها مؤكدة، كما قال: {هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا} فاطر: ٣١ .
{تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى} المعارج: ١٧ تدعو النار من أدبر، وتولى عن الحق، فتقول: إليّ يا مشرك، إليّ يا منافق، إليّ يا فاسق، إليّ يا ظالم.
وجمع المال، فأوعى أي: أمسكه في الوعاء، ولم ينفقه في طاعة الله، فلم يؤد زكاة، ولا وصل رحمًا.
{إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا {١٩} إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا {٢٠} وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا {٢١} إِلا الْمُصَلِّينَ {٢٢} الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ {٢٣} وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ {٢٤} لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ {٢٥} وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ {٢٦} وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ {٢٧} إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ {٢٨} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {٢٩} إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {٣٠} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {٣١} وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {٣٢} وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ {٣٣} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ {٣٤} أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ {٣٥} } المعارج: ١٩-٣٥ .
{إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا} المعارج: ١٩ ضجورًا، شحيحًا، جزوعًا، من الهلع وهو: شدة الحرص، وقلة الصبر، والمفسرون يقولون: تفسير الهلوع: ما بعده، وهو قوله: {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا {٢٠} وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا {٢١} } المعارج: ٢٠-٢١ إذا أصابه الفقر لا يصبر، ولا يحتسب، وإذا أصابه المال منعه من حق الله.
ثم استثنى الموحدين، فقال: {إِلا الْمُصَلِّينَ {٢٢} الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ {٢٣} } المعارج: ٢٢-٢٣ يقيمونها في أوقاتها، لا يدعونها بالليل والنهار، يعني: المكتوبة.
١٢٤٠ - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الزَّاهِدُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْفَقِيهُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حَرْبٍ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ أَخْبَرَهُ، قَالَ: سَأَلْنَا عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ} المعارج: ٢٣ هُمُ الَّذِينَ يُصَلُّونَ أَبَدًا؟ قَالَ: لا وَلَكِنَّهُ الَّذِي إِذَا صَلَّى لَمْ يَلْتَفِتْ عَنْ يَمِينِهِ وَلا عَنْ شِمَالِهِ
وهذا القول اخيتار الزجاج، قال: هم الذين لا يزيلون وجوههم عن سمت القبلة.
{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ} المعارج: ٢٤ يعني: الزكاة المفروضة.
للسائل وهو الذي يسأل، والمحروم الفقير الذي لا يسأل، يتعفف عن السؤال، وقد سبق تفسيره.