المنتهى والمرجع.
{يُنَبَّأُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} القيامة: ١٣ بأول عمله وآخره، وقال قتادة: ما عمل من طاعة الله، وما آخر من طاعة الله، فلم يعمل به.
وقال زيد بن أسلم: بما قدم من أمواله، وما خلف للورثة.
{بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} القيامة: ١٤ يعني: أن جوارحه تشهد عليه بما عمل، فهو شاهد على نفسه بشهادة جوارحه، قال الفراء: يقول: على الإنسان من نفسه بصيرة، يعني: رقباء يشهدون عليه بعمله: اليدان، والرجلان، والعينان، والذكر.
ودخول الهاء في البصيرة، لأن المراد بالإنسان ههنا الجوارح.
{وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} القيامة: ١٥ ولو اعتذر، وجادل عن نفسه، لم ينفعه ذلك، يقال: معذرة ومعاذر ومعاذير.
قال الفراء: أي: وإن اعتذر، فعليه من يكذب عذره.
وقال الضحاك، والسدي: يعني: ولو أرخى الستور.
وقال الزجاج: المعاذير: الستور، واحدها معذار.
وقال المبرد: هي لغة يمانية.
والمعنى على هذا القول: وإن أسبل الستر ليخفي ما يعمل، فإن نفسه شاهدة عليه.
قوله: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ {١٦} إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءَانَهُ {١٧} فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ {١٨} ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ {١٩} كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ {٢٠} وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ {٢١} وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ {٢٢} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ {٢٣} وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ {٢٤} تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ {٢٥} } القيامة: ١٦-٢٥ .
{لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} القيامة: ١٦ قال سعيد بن جبير، عن ابن عباس: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعالج من التنزيل شدة، وكان يشتد عليه حفظه، فكان إذا نزل عليه الوحي، يحرك لسانه وشفتيه، قبل فراغ جبريل عليه السلام من قراءة الوحي، مخافة أن لا يحفظ.
فقال الله تعالى: {لا تُحَرِّكْ بِهِ} القيامة: ١٦ أي: بالوحي، أو بالقرآن، لسانك يعني: بالقراءة، لتعجل به أي: تأخذه، كما قال: {وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْءَانِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} طه: ١١٤ .
{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ} القيامة: ١٧ أي: نجمعه في صدرك، {وَقُرْءَانَهُ} القيامة: ١٧ وقراءته عليك، أي: أن جبريل يقرؤه