وقوله: وابن السبيل قال مجاهد: هو المنقطع من أهله يمر عليك.
وقال قتادة: هو الضيف ينزل بالرجل.
قوله: وفي الرقاب قال جميع المفسرين: يريد به: المكاتبين، ويكون التقدير: وفي ثمن الرقاب، {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا} البقرة: ١٧٧ أراد: فيما بينهم وبين الله، وبينهم وبين الناس، إذا وعدوا أنجزوا، وإذا حلفوا ونذروا وفوا، وإذا قالوا صدقوا، وإذا اؤتمنوا أدوا.
وارتفع الموفون بالعطف على محل من فِي قوله: من آمن فهو رفع لأنه خبر لكن، كأنه قال: ولكن البر من آمن بالله والموفون.
وقوله: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ} البقرة: ١٧٧ يعني: الفقر، وهو اسم من البؤس، والضراء المرض، وانتصب الصابرين على المدح، وإن كان معطوفا على مرفوع.
والعرب، إذا تطاول الكلام، اعترضت فِيهِ بالمدح أو الذم، وإن كان حقه الرفع، من ذلك قول الشاعر:
لا يبعدن قومي الذين هم ... سم العداة وآفة الجزر
النازلين بكل معترك ... والطيبين معاقد الأزر
فنصب النازلين، والطيبين على المدح، وإن كان صفة لاسم مرفوع.