قوله: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} آل عمران: ١٩ قال ابن عباس: يعني قريظة والنضير وأتباعهم.
يقول: لم تختلف اليهود في صدق نبوة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما كانوا يجدونه في كتابهم من نعته.
{إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ} آل عمران: ١٩ يعني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمي علما لأنه كان معلوما عندهم.
والمعنى: أنهم كانوا يصدقونه بنعته وصفته قبل بعثه، فلما جاءهم اختلفوا، فآمن بعضهم وكفر آخرون، فقالوا: لست الذي وعدنا به، كقوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} البقرة: ٨٩ .
وقوله: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} آل عمران: ١٩ هذا شرط وجواب يتضمن وعيدا لليهود الذين كفروا بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وذكر معنى سريع الحساب في { البقرة.
قوله: فإن حاجوك أي: جادلوك، يعني اليهود والنصارى، فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ} سورة آل عمران: ٢٠ قال الفراء: أخلصت عملي لله.
ومعنى الوجه ههنا: العمل، وتقدم الكلام في هذا عند قوله: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} البقرة: ١١٢ .
وقوله: ومن اتبعن يريد: المهاجرين والأنصار، {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} آل عمران: ٢٠ يعني اليهود، والأميين يعني العرب أأسلمتم قال الفراء والزجاج: معناه الأمر، أي: أسلموا.
ومثله قول: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} المائدة: ٩١ أي: انتهوا، فإن أسلموا أي: انقادوا للقرآن، صدقوا بما جئت به، فقد اهتدوا صاروا مهتدين، وإن تولوا أعرضوا عنك، {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ} آل عمران: ٢٠ فليس عليك إلا أن تبلغ الرسالة، {وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} آل عمران: ٢٠ قال ابن عباس: يريد: بمن آمن بك وصدقك، وبمن كفر بك وكذبك.
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ {٢١} أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ {٢٢} } آل عمران: ٢١-٢٢ قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ} آل عمران: ٢١ تقدم تفسيره في { البقرة.