الفريق المتولي هم المعرضون.
ثم بين سبب إعراضهم فقال: ذَلِكَ أي: ذلك الإعراض عن حكمك يا محمد، {بِأَنَّهُمْ} آل عمران: ٢٤ بسبب اغترارهم ومقالتهم، حيث {قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} آل عمران: ٢٤ ومضى تفسير هذا.
وقوله: {وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ} آل عمران: ٢٤ الغرور: الإطماع فيما لا يصح.
وقوله: {مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} آل عمران: ٢٤ يعني قولهم: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} آل عمران: ٢٤ .
قوله: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ} آل عمران: ٢٥ كيف معناه: السؤال عن الحال، والتقدير: فكيف حالهم إذا جمعناهم؟ ليوم أي: لجزاء يوم، أو لحساب يوم، {لا رَيْبَ فِيهِ} آل عمران: ٢٥ يعني: يوم القيامة، يجمع الخلق فيه للحساب والجزاء.
وتأويل الكلام: أي حالة تكون حال من اغتر بالدعاوى الباطلة إذا جمعوا ليوم الجزاء؟ قوله: {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ} آل عمران: ٢٥ أي: وفرت وجوزيت، ما كسبت أي: جزاء ما كسبت من خير أو شر، يعني: أعطيت كل نفس جزاءها كاملا، {وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} آل عمران: ٢٥ لا ينقص من حسناتهم، ولا يزاد على سيئاتهم.
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {٢٦} تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ {٢٧} } آل عمران: ٢٦-٢٧ قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} آل عمران: ٢٦ الآية، قال ابن عباس: لما فتح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة ووعد أمته ملك فارس والروم، قال المنافقون واليهود: هيهات هيهات، فارس والروم أعز وأمنع من أن يُغْلَبَ على بلادهم.
فأنزل الله هذه الآية.
ومعنى اللهم: يا الله، مالك الملك مصرفه ومدبره كما يشاء، {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} آل عمران: ٢٦ محمدا