{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {٣١} قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ {٣٢} } آل عمران: ٣١-٣٢ قوله عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ} آل عمران: ٣١ الآية، قال ابن عباس في رواية الضحاك: وقف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قريش، وهم في المسجد الحرام يسجدون للأصنام، فقال: «يا معشر قريش، والله لقد خالفتم ملة أبيكم إبراهيم» .
فقالت قريش: إنما نعبد هذه حبا لله، ليقربونا إلى الله.
فقال الله: قل يا محمد، {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ} آل عمران: ٣١ وتعبدون الأصنام بتقربكم إلى الله، {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} آل عمران: ٣١ فأنا رسوله إليكم، وحجته عليكم، وأنا أولى بالتعظيم من أصنامكم.
ومعنى محبة العبد لله: إرادته طاعته، وإيثاره أمره، ورضاه بشرائعه.
ومعنى محبة الله للعبد: إرادته لثوابه، وعفوه عنه، وإنعامه عليه.
ومعنى الآية: إن كنتم تحبون طاعة الله وتريدون رضاه وثوابه فاتبعوني وأطيعوا أمري يثبكم الله، {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} آل عمران: ٣١ .
ثم بين أن طاعة الله معلقة بطاعة الرسول، فلا يتم لأحد طاعة الله مع عصيان الرسول، فقال: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} آل عمران: ٣٢ قال ابن عباس: يريد محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن طاعتكم له طاعة لي.
فإن تولوا أعرضوا عن طاعتك، {فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} آل عمران: ٣٢ لا يغفر لهم ولا يثني عليهم.
{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ {٣٣} ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {٣٤} إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {٣٥} فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {٣٦} فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا