يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا {٧٥} الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا {٧٦} } النساء: ٧١-٧٦ قوله عز وجل: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} النساء: ٧١ هذه الآية حث من الله على الجهاد، والحِذْر بمعنى الحَذَر كالمثل، وتقول العرب: خذ حذرك أي: احذر.
والمعنى: احذروا عدوكم بأخذ العدة والسلاح.
وقوله: فانفروا ثبات يقال: نفر القوم ينفرون نفرا، إذا نهضوا لقتال عدو وخرجوا لحرب.
والثبات جماعات متفرقة واحدها ثبة، قال قتادة: الثبات: الفرق.
وقال مقاتل: عصبا متفرقين.
{أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} النساء: ٧١ خيّرهم الله تعالى بين أن يقاتلوا جميعا وبين أن يقاتل بعضهم دون بعض، فدل على أن الجهاد ليس من فروض الأعيان.
قوله عز وجل: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} النساء: ٧٢ يعني: عبد الله بن أبي، كان يتخلف عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا خرج لغزو، والخطاب للمؤمنين وجعله منهم من حيث الظاهر، وهو حقن الدم والموارثة، والتبطئة: التأخر عن الأمر، تقول العرب: ما بطأ بك عنا.
أي: ما أخرك، يقال: بطوء بطأ، وأبطأ إبطاء، وبطَّأ تبطئة بمعنى واحد.
قال مقاتل: ليبطئن أي: ليتخلفن عن الجهاد.
وقال الكلبي: ليتثاقلن.
{فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} النساء: ٧٢ من القتل وجهد من العيش، {قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ} النساء: ٧٢ بالقعود، {إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا} النساء: ٧٢ أي: لم أحضر معهم فيصيبني ما أصابهم من البلاء والشدة.