إِلا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} النساء: ٩٨ يريد: الذين أقعدهم عن الهجرة الضعف، وقال ابن عباس: هم ناس من المسلمين كانوا بمكة لا يستطيعون أن يخرجوا منها فيهاجروا، فعذرهم الله، فهم أولئك.
قال: كنت أنا وأمي ممن عذر الله.
وقوله: {لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً} النساء: ٩٨ أي: لا يقدرون على حيلة في الخروج من مكة، ولا على نفقة، ولا قوة، {وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلا} النساء: ٩٨ لا يعرفون طريقا إلى المدينة دار الهجرة.
{فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ} النساء: ٩٩ الآية، قال الزجاج: أعلم اللهُ أن هؤلاء راجون العفو كما يرجو المؤمنون.
وعسى كلمة ترجي، وما أمر الله أن يرجى من رحمته فمنزلة الواقع، وكذلك الظن بأرحم الراحمين.
قوله: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا} النساء: ١٠٠ قال الزجاج: المعنى: يجد في الأرض مهاجرا، لأن المهاجر لقومه والمراغم بمنزلة واحدة وإن اختلف اللفظان، وهو مأخوذ من الرغام وهو التراب، يقال: راغمت فلانا أي: هجرته وعاديته ولم أبال رغم أنفه، وإن لصق أنفه بالتراب.
وقال أبو عمرو بن العلاء في قوله: مراغما: الخروج عن العدو برغم أنفه.
وقال ابن قتيبة: المراغمة والمهاجرة واحدة، يقال: راغمت وهاجرت.
وذلك أن الرجل كان إذا أسلم خرج عن قومه مراغما، أي: مغاضبا لهم، فقيل للمذهب: مراغم.
قال ابن عباس في رواية الوالبي: منحولا من أرض إلى أرض.
وقال مجاهد: متزحزحا عما يكره.
وقال ابن زيد: مهاجرا.
وقوله: وسعة أي: من الرزق، وقال قتادة: وسعة من العيلة إلى الغنى.