رضي بمنكر يراه خالط أهله، كان في الإثم بمنزلة المباشر.
وقد ورد النهي في هذه الآية عن القعود مع الذين يخوضون في آيات الله بالباطل فلا يجوز القعود عند من يتكلم في القرآن وتفسيره بالباطل.
وقوله: {إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ} النساء: ١٤٠ الآية، يريد: أنهم كما اجتمعوا على الاستهزاء يجتمعون في جهنم على العقاب.
قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ} النساء: ١٤١ هذه الآية أيضا من صفة المنافقين، قال الكلبي: ينتظرون بكم الدوائر والأحداث.
{فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ} النساء: ١٤١ أي: ظهور على اليهود قالوا: للمؤمنين {أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} النساء: ١٤١ فأعطونا من الغنيمة، {وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ} النساء: ١٤١ قال ابن عباس: ظفر على المسلمين {قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ} النساء: ١٤١ ألم نغلب عليكم.
والاستحواذ: الاستيلاء على الشيء، ومنه قوله: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ} المجادلة: ١٩ أي: غلب، قال المبرد: معناه: ألم نغلبكم على رأيكم ونصرفكم عن الدخول في جملة المؤمنين.
وقوله: {وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} النساء: ١٤١ أي: بتخذيلهم عنكم ومراسلتنا إياكم بأخبارهم، ومراد المنافقين بهذا الكلام إظهارُ المنَّة على الكافرين، أي: فاعرفوا لنا الحق هذا عليكم، {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} النساء: ١٤١ بين المؤمنين والمنافقين، قال ابن عباس: يريد: أنه أخر عقاب المنافقين إلى الموت، ووضع عنهم السيف في الدنيا.
وقوله: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا} النساء: ١٤١ قال ابن عباس، والسدي: حجة يوم القيامة.
٢٥٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْخَشَّابُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ يُسَيْعٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا} النساء: ١٤١ وَهُمْ يُقَاتِلُونَهُمْ