يَأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا {١٧٠} يَأَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا {١٧١} } النساء: ١٦٦-١٧١ قوله عز وجل: {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ} النساء: ١٦٦ قال المفسرون: إن رؤساء مكة قالوا: يا محمد سألنا اليهود عنك وعن صفتك، فزعموا أنهم لا يعرفونك في كتابهم فائتنا بمن يشهد لك أن الله بعثك إلينا رسولا، فنزل {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ} النساء: ١٦٦ قال الزجاج: الشاهد: هو المبين لما يشهد به والله عز وجل يبين ما أنزل إليه بنصب المعجزة له، وبيّن صدق نبيه بما يغني عن بيان أهل الكتاب.
وقوله: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} النساء: ١٦٦ أي: أنزله وفيه علمه، قال الزجاج: أنزل القرآن الذي فيه علمه، {وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ} النساء: ١٦٦ : من قامت له المعجزة شهدت له الملائكة بصدقه، {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} النساء: ١٦٦ تسلية للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن شهادة أهل الكتاب بشهادة الله والملائكة.
قوله جل جلاله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} النساء: ١٦٧ يعني اليهود، {وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} النساء: ١٦٧ دين الإسلام بقولهم: ما نعرف صفة محمد في كتابنا، {قَدْ ضَلُّوا ضَلالا بَعِيدًا} النساء: ١٦٧ بعدوا عن سبيل الخير فلا يهتدون.
قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} النساء: ١٦٨ يعني اليهود، وظلموا: محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكتمانه نعته {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} النساء: ١٦٨ يعني: من مات منهم على الكفر {وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا} النساء: ١٦٨ يعني: دين الإسلام.
{إِلا طَرِيقَ جَهَنَّمَ} النساء: ١٦٩ يعني: طريق اليهودية وهو طريق جهنم {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} النساء: ١٦٩ لأنه قادر على أن يخلق لهم العذاب والألم شيئا بعد شيء إلى ما لا يتناهى.
قوله جل جلاله: يأيها الناس قال ابن عباس: يريد المشركين، {قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ} النساء: ١٧٠ أي: بالهدى والصدق وشهادة أن لا إله إلا الله، {فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ} النساء: ١٧٠ قال الزجاج: قال الخليل وجميع