وقوله {الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} المائدة: ٢١ قال ابن عباس، والسدي: أمركم بدخولها، وفرض عليكم دخولها، {وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ} المائدة: ٢١ لا ترجعوا إلى دينكم الشرك بالله وإلى معصيته فتنقلبوا خاسرين.
{قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ} المائدة: ٢٢ قال المفسرون: هم العمالقة فرقة من عاد.
وأراد بالجبارين: الطوال الأقوياء العظام، من قولهم: رجل جبار، إذا كان طويلا عظيما، تشبيها بالجبار من النخل، وهو الذي فات الأيدي بطوله، قال قتادة: كانت لهم أجسام وخلق عجب ليس لغيرهم.
أخبر الله تعالى أنهم أبوا على موسى دخول تلك القرية، واعتلوا بأن فيها قوما جساما أقوياء لا يطيقونهم، وأنهم لا يدخلونها حتى يخرج منها هؤلاء القوم، فذلك قوله {فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} المائدة: ٢٢ .
قوله عز وجل: قال رجلان قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة: هم يوشع بن نون وكالب، {مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ} المائدة: ٢٣ الله في مخالفة أمره {أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا} المائدة: ٢٣ بالإسلام، قال عطاء: بالصلاح والفضل واليقين.
{ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ} المائدة: ٢٣ الآية: قال المفسرون: إنهما قالا لبني إسرائيل: نحن أعلم بالقوم، إنهم قد ملئوا منا رعبا، إنا رأيناهم فكانت أجسامهم عظيمة وقلوبهم ضعيفة وإنكم تغلبونهم.
وذلك قوله: {فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا} المائدة: ٢٣ في نصره إياكم على الجبارين {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} المائدة: ٢٣ مصدقين بما أتاكم به رسوله.
{قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا} المائدة: ٢٤ قال المفسرون: إن عشرة من النقباء نقضوا العهد، وقالوا لبني إسرائيل: رأينا حصونا منيعة وجبابرة، ولا يدان لكم بهم.
فجبن القوم وخافوا، ولم يثقوا بنصر الله، وقالوا لموسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ} المائدة: ٢٤ قال الحسن: هذا القول كفر منهم بالله.