ابن عباس: إن رجلا من الأنصار كان مؤاخيا لسعد بن أبي وقاص، فدعاه إلى الطعام وشربوا مسكرا، فوقع بين الأنصاري وبين سعد مراء ومفاخرة، فأخذ الأنصاري لحي بعير فضرب به وجه سعد حتى أثر في وجه سعد.
وأما الميسر فقال قتادة: كان الرجل يقامر على أهله وماله، فيقمر ويبقى حريبا سليبا، فيكسبه ذلك العداوة والبغضاء إلى ماله في يدي غيره.
وقوله: {وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ} المائدة: ٩١ وذلك أن من اشتغل بشرب الخمر أو القمار ألهاه ذلك عن ذكر الله وعبادته.
ثم أمر بالانتهاء عن هذه الأشياء، فقال: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} المائدة: ٩١ قال ابن عباس: قالوا: انتهينا ربنا.
قال ابن الأنباري: بين تحريم الخمر في قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} المائدة: ٩١ إذ كان معناه: فانتهوا.
قال الفراء: ردد علي أعرابي: هل أنت ساكت، هل أنت ساكت.
وهو يريد: اسكت، اسكت.
ولما ذكر الأمر باجتناب الخمر وما بعدها، أمر بالطاعة، فقال {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} المائدة: ٩٢ فيما يأمرانكم، واحذروا: المحارم والمناهي، فإن توليتم: أعرضتم عما أمرتم، {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} المائدة: ٩٢ معناه: الوعيد، كأنه قيل: فاعلموا أنكم قد استحققتم العقاب لتوليكم عما بلغ رسولنا.
والبلاغ معناه: التبليغ، والمبين الظاهر، أي: ليس على رسولنا إلا أن يبلغ ويبين.
وقوله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} المائدة: ٩٣ الآية: قال المفسرون: لما نزل تحريم الخمر والميسر، قالوا: يا رسول الله، ما نقول في إخواننا الذين مضوا وهم يشربون ويأكلون الميسر؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية، وقوله: {فِيمَا طَعِمُوا} المائدة: ٩٣ يعني: من الخمر والميسر.