قال قتادة: يعني: مسيلمة الكذاب.
{وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} الأنعام: ٩٣ قال ابن عباس: يريد: المستهزئين.
وهو اختيار الزجاج، قال: هذا جواب لقولهم: {لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا} الأنفال: ٣١ .
وقوله: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ} الأنعام: ٩٣ يعني: الذين ذكرهم من المغترين، والمدعين الوحي إليهم كذبا، والقائلين: سأنزل مثل ما أنزل الله، {فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} الأنعام: ٩٣ شدائده ومكارهه، جمع غمرة، وهي ما تغشى الإنسان مما يكرهه.
والملائكة يعني: ملائكة العذاب باسطوا أيديهم: بالتعذيب يضربونهم ويعذبونهم، أخرجوا أنفسكم أي: يقولون لهم: أخرجوا أنفسكم.
قال المفسرون: إن نفس المؤمن تنشط في الخروج للقاء ربه، ونفس الكافر تكره ذلك، ويشق عليها الخروج، لأنها تصير إلى أشد العذاب، فهؤلاء الكفار تكرههم الملائكة على نزع الروح كرها.
وجواب لو مضمر على تقدير: ولو رأيت ذلك لرأيت عجبا أو أمرا فظيعا.
وقوله: {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} الأنعام: ٩٣ الهون: الهوان، ومنه قوله: {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ} النحل: ٥٩ .
قال الزجاج: يعني العذاب الذي يقع به الهوان الشديد.
ثم ذكر أن هذا العذاب جزاء كذبهم على الله فقال: {بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} الأنعام: ٩٣ عن الإيمان بالقرآن لا تصدقونه ولا تؤمنون به.
وقوله: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى} الأنعام: ٩٤ قال الفراء: فرادى جمع، وإحداها فرد وفرد وفريد وفردان.
قال ابن عباس: يريد: بلا مال ولا ولد.
قال ابن كيسان: جئتمونا مفردين مما كنتم تعبدون ومن المظاهرين لكم.