{وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ {١٢٦} لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {١٢٧} } الأنعام: ١٢٦-١٢٧ قوله: {وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا} الأنعام: ١٢٦ قال ابن عباس: يعني التوحيد.
وقال ابن مسعود: يعني القرآن.
وقال عطاء: يريد: هذا الذي أنت عليه يا محمد دين ربك مستقيما.
ومعنى استقامة صراط الله: أنه يؤدي سالكه إلى دار الخلود في النعيم.
وقوله: {قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} الأنعام: ١٢٦ قال عطاء: يريد أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبلوا مواعظ الله تعالى وانتهوا عما نهاهم الله عنه.
قوله: {لَهُمْ دَارُ السَّلامِ} الأنعام: ١٢٧ قال الحسن، والسدي: السلام: هو الله عز وجل، وداره: الجنة.
ومعنى السلام في اسم الله تعالى: ذو السلام أي: السلامة من الآفات والنقائص.
قال الزجاج: يجوز أن تكون الجنة سميت دار السلام لأنها دار السلامة الدائمة التي لا تنقطع.
وقوله: عند ربهم أي: مضمونة لهم عند ربهم حتى يدخلوها.
وقوله: وهو وليهم أي: يتولى إيصال المنافع ودفع المضار عنهم {بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} الأنعام: ١٢٧ في الدنيا من الطاعات.
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ {١٢٨} وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ {١٢٩} يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ {١٣٠} ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ {١٣١} وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ {١٣٢} } الأنعام: ١٢٨-١٣٢ قوله: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا} الأنعام: ١٢٨ يعني: الإنس والجن يجمعون في موقف القيامة فيقال لهم: {يَا مَعْشَرَ