مَسْجِدٍ} الأعراف: ٢٩ قال مجاهد، والسدي: وجهوا وجوهكم حيثما كنتم في الصلاة إلى الكعبة.
{وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} الأعراف: ٢٩ وحدوه ولا تشركوا به شيئا، {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} الأعراف: ٢٩ قال ابن عباس: يبعث المؤمن مؤمنا والكافر كافرا.
وقال سعيد بن جبير: كما كتب عليكم تكونون.
وقال القرظي: من ابتدأ الله خلقه على الشقاوة، صار إلى ما ابتدأ عليه خلقه، وإن عمل بأعمال أهل السعادة، ومن ابتدأ خلقه على السعادة، صار إلى ما ابتدأ عليه خلقه، وإن عمل بأعمال أهل الشقاء كإبليس والسحرة.
وهذا القول اختيار القفال، قال: بدأكم في الخلق شقيا وسعيدا، وكذلك تعودون على الشقاء والسعادة.
ويدل على صحة هذه الأقوال ما
٣٥٢ - حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ شَيْخُ الإِسْلامِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ، أنا جَدِّي، أنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، أنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ» .
رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ جَرِيرٍ
وقال الحسن، ومجاهد: كما بدأكم، فخلقكم في الدنيا ولم تكونوا شيئا، كذلك تعودون يوم القيامة أحياء.
وهذا القول اختيار الزجاج، لأنه قال: احتج الله تعالى عليهم في إنكارهم البعث فقال: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} الأعراف: ٢٩ أي: فليس بعثكم بأشد من ابتدائكم.
واختاره أبو علي الفارسي، وقال: الآية من باب حذف المضاف، والتقدير: كما بدأ خلقكم، ثم حذف المضاف.
وقيل: كما بدأكم: قوله: تعودون معناه: يعود خلقكم، ثم حذف المضاف، وصارت المخاطبة في الفعل، فقيل: تعودون.
وقوله: فريقا هدى: قال ابن عباس: أرشد إلى دينه وهم أولياؤه.
{وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ} الأعراف: ٣٠ وهم أولياء الشيطان، فخذلهم الله، فصاروا أولياء لإبليس، ومعنى: {حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ} الأعراف: ٣٠ أي: بالكلمة الأزلية، والإرادة السابقة.