وقوله تعالى: {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} البقرة: ٤٧ التفضيل: نقيض التسوية، يقال: فضله، إذا أعطاه الزيادة.
وفضله: إذا حكم له بالزيادة فِي الفضل، وهذا التفضيل هو ما ذكر فِي قوله تعالى: {إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ} المائدة: ٢٠ وأراد ب العالمين عالمي زمانهم، والخطاب للموجودين منهم فِي ذلك الوقت، والمراد بالتفضيل سَلَفُهم، ولكن فِي تفضيل الآباء شرف الأبناء، لذلك قال: {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} البقرة: ٤٧ .
وقوله تعالى: واتقوا يومًا أي: واحذروا واجتنبوا عقاب يوم، {لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} البقرة: ٤٨ أي: لا يقضي ولا يغني أحد عن أحد فِي ذلك اليوم، يقال: جزى عنه كذا، إذا قضى عنه.
قال الكلبي: هو يوم القيامة يقول: اتقوا يومًا لا يغني والد عن ولده، ولا ولد عن والده.
قوله تعالى: {وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} البقرة: ٤٨ يقال: قبلت الشيء أقبله قبولًا وقبولًا.
ويقال: على فلان قبول، أي: تقبله العين.
ومعنى الشفاعة: كلام الشفيع من هو فوقه فِي جماعة يسألها لغيره، وهو الشفع الذي هو خلاف الوتر، وذلك أن سؤال الشفيع يصير شفعا لسؤال المشفوع له.
وقرئ ولا يقبل بالياء، لأن الشفاعة والتشفع بمنزلة واحدة، كما أن الوعظ والموعظة والصيحة والصوت كذلك، وقد قال الله تعالى: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ} البقرة: ٢٧٥ ، وقال: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ} هود: ٦٧ .