عيسى -عليه السلام-، وقال -عليه السلام-: "بشر الفرارين بدينهم إيمانًا واحتسابًا من مدينة إلى مدينة ومن قرية إلى قرية أنهم معي ومع إبراهيم -عليه السلام- يوم القيامة كهاتين" وجمع بين إصبعيه الوسطى والتي تليها (١).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -عليه السلام- (٢): "إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ} الآية وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} البقرة: ١٧٢ " قال: وذكر الرجل مطيل السفر أشعث أغبر يمدُّ يديه (٣) إلى السماء: يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك (٤).
{أُمَّةً} نصب على الحال والمراد بها الأمة النبوية الحنيفية المستمعة إلى الوحي الإلهي.
{فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} إلى اليهود والنصارى والصابئين بعد أن كانوا حنفاء في الأصل، فهي كتبهم المختلفة من تلقاء أنفسهم وإن كانت (٥) جمع زبرة فهو أنهم صاروا فرقًا قطعًا {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} لأن الله تعالى لم ييسر لهم ما يسَّره لهم إلا على سبيل الاختيار دون الاضطرار والإجبار.
{غَمْرَتِهِمْ} غشوتهم وسكرتهم.
{نُسَارِعُ لَهُمْ} ففي المسارعة في الخيرات بإمداد المال والبنين لكونهما على سبيل الوقف والمراعاة إلى مقابلتهما بشكر أو كفر، قال -عليه السلام-: {هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ} النمل: ٤٠ فمن رآهما ابتلاء حسنًا واستوثق الله تعالى بالإصلاح فيهما تمخضا خيرًا، ومن كانا مبلغه من
(١) لم نجد له أصلًا لكن جاء عن الحسن مرسلًا: "إن الفرارين بذنوبهم يحشرون يوم القيامة مع عيسى ابن مريم" أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٧/ ٤١٦).
(٢) (السلام) ليست في "ي" وبدله في "ب": (- صلى الله عليه وسلم -).
(٣) في "ي" "أ": (يده).
(٤) مسلم (١٠١٥).
(٥) في "ب": (كان).